واجه الشركات ضغوطًا كبيرة ل��حسين العمليات والتركيز الاستراتيجي على الوظائف الأساسية. وهذا يفتح فرصة قيّمة للنمو في أسواق ديناميكية مثل مصر من خلال الاستعانة بمصادر خارجية للوظائف غير الأساسية.

من خلال إسناد بعض الوظائف لمتخصصين خارجيين، يمكن للشركات توجيه مواردها الداخلية نحو الكفاءات الأساسية التي تُحفّز الابتكار وتمنحها ميزة تنافسية.

يمثل هذا الاتجاه تحولًا جذريًا في طريقة عمل الشركات، حيث من المتوقع أن يصل حجم سوق التعهيد العالمي إلى 525.23 مليار دولار بحلول عام 2030. وتزداد قناعة الشركات بإمكانية إسناد العمليات غير الضرورية إلى مزودي خدمات خارجيين لتحسين الكفاءة العامة.

في هذا المقال، سنناقش فوائد الاستعانة بمصادر خارجية، وأبرز الوظائف والأدوار التي يتم تعهيدها، وسنرشدك إلى كيفية اختيار الشركاء المناسبين في مجال التعهيد.

ما هي فوائد الاستعانة بمصادر خارجية (Outsourcing)؟

التعاون مع شركة خارجية متخصصة مثل منظمة التوظيف المحترفة (PEO)، أو جهة التوظيف الرسمية (EOR)، أو مزوّد خدمات الموارد البشرية (HRO) يمكن أن يعزز الكفاءة ويقلل التكاليف، إلى جانب تحسين تجربة الموظفين وزيادة التفاعل الوظيفي.

غالبًا ما تساعدك هذه الشركات في إسناد مهام ووظائف مختلفة من خلال شراكاتها وخبراتها المتخصصة.

إليك أبرز فوائد الاستعانة بمصادر خارجية للشركات:

1. الخبرة والامتثال:

 الاستعانة بمصادر خارجية تتيح الوصول الفوري إلى خبراء على دراية بالقوانين المحلية والتشريعات المعقدة، مما يضمن التزامك باللوائح القانونية بشكل آمن.
 كما أن مزوّدي خدمات التعهيد يبقون على اطلاع دائم بالتغيرات التشريعية، مما يقلل من مخاطر الغرامات أو النزاعات القانونية المتعلقة بعمليات التوظيف.

2. الكفاءة في التكاليف:

 يساعد التعهيد في تحقيق وفورات مالية كبيرة من خلال تقليل التكاليف التشغيلية الداخلية.
 فعلى سبيل المثال، الاستعانة بمزود خارجي لإدارة الموارد البشرية قد يكون أكثر فعالية من إنشاء قسم داخلي بالكامل.
 توفر الشركات التكاليف المتعلقة بالرواتب والمزايا والاستثمارات التكنولوجية، بالإضافة إلى تبسيط المهام الإدارية مثل إعداد الرواتب.

3. التركيز الاستراتيجي:

 عند تفويض المهام غير الأساسية، يمكن للفرق الداخلية التركيز على العمليات الرئيسية ونمو الأعمال والمبادرات الاستراتيجية مثل التوسع في الأسواق أو تطوير المنتجات، مما يعزز ثقافة الأداء العالي.

4. قابلية التوسع والمرونة:

 التعهيد يمنحك القدرة على تعديل حجم العمليات بسهولة وفقًا لاحتياجات العمل.
 سواء كنت تنمو وتحتاج إلى التوسع أو تمر بمرحلة تقليص، فإن التعهيد يوفر المرونة المطلوبة دون الحاجة إلى تغييرات دائمة في هيكل الموظفين.

5. تقليل المخاطر:

 الشراكة مع مزودي خدمات خارجية تقلل من الأعباء المتعلقة بالامتثال والمخاطر التشغيلية
 فهم يتولّون مسؤوليات القوانين والخصوصية وحماية البيانات، مما يقلل من الأخطاء ويصون سمعة شركتك.

6. زيادة الكفاءة والإنتاجية:

 عندما تكون الفرق الداخلية مثقلة بالمهام، يمكن أن يؤدي التعهيد إلى تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية.
 على سبيل المثال، إذا كنت تدير وكالة لتطوير المواقع الإلكترونية، يمكنك إسناد حملات التواصل الاجتماعي لمستقلين، مما يسمح لفريقك بالتركيز على ما يجيدونه: بناء أدوات وحلول قوية للشركات.

الوظائف الأكثر تعهيدًا: الوظائف الأساسية المناسبة للاستعانة بمصادر خارجية

يُعد التعهيد الاستراتيجي أمرًا ضروريًا لتحقيق الكفاءة التشغيلية والمزايا التنافسية في بيئة الأعمال المعاصرة.

فيما يلي أهم المجالات أو الصناعات التي تعتمد على التعهيد، بالإضافة إلى أكثر الوظائف والمهام التي يتم تعهيدها في كل منها:
 

1. الموارد البشرية وإدارة المواهب

يساعد تعهيد وظائف الموارد البشرية وإدارة المواهب الشركات على التعامل مع تعقيدات بيئة العمل الحديثة وتحسين استراتيجيات القوى العاملة دون الحاجة إلى استثمار داخلي كبير.
 تشير الأبحاث إلى أن 80٪ من الشركات تستفيد من تعهيد الموارد البشرية، من خلال خفض التكاليف والحصول على خدمات متخصصة عالية الجودة.

• تعهيد عمليات التوظيف (RPO):
   كثيرًا ما تقوم الشركات بتعهيد دورة التوظيف بالكامل أو جزء منها، بما يشمل البحث عن المرشحين وفرزهم.
   يساهم مزودو خدمات RPO في تسريع عمليات التوظيف وضمان تحقيق مؤشرات الأداء المهمة في الموارد البشرية مثل تقليل الوقت اللازم للتوظيف.
   من أكثر الوظائف التي يتم تعهيدها في هذا المجال: مسؤولو التوظيف، أخصائيو التوظيف، أو مختصو الموارد البشرية.

• إدارة الرواتب والمزايا:
   وضع وتنفيذ استراتيجيات التعويضات والمزايا، وإدارة الخصومات الضريبية، من المهام المعقدة التي تتطلب دقة شديدة.
   يضمن التعهيد الامتثال للقوانين المحلية ويحرر فرق العمل الداخلية للتركيز على أولويات أخرى.

• الإدارة الإدارية للموارد البشرية:
   يمكن تعهيد المهام الإدارية مثل حفظ سجلات الموظفين، وإنشاء السياسات الداخلية للموارد البشرية، لضمان الالتزام بأفضل الممارسات والتفاصيل الدقيقة.
   

• خدمات جهة التوظيف الرسمية (EOR):
   تعتبر هذه الخدمات حيوية للتوظيف في أسواق مثل مصر دون الحاجة إلى تأسيس كيان قانوني محلي.
   تقوم جهة التوظيف الرسمية بتوظيف العاملين نيابةً عنك، وتتحمل مسؤوليات الامتثال القانوني، والرواتب، ووظائف الموارد البشرية الأخرى.
   

قراءة إضافية: دليل تخطيط القوى العاملة للشركات في عام 2025

2. التسويق، التصميم، تطوير المواقع، والمبيعات

فيما يتعلق بالوظائف الإبداعية، هناك العديد من المجالات والفرص التي يمكن للشركات من خلالها اللجوء إلى مزودي خدمات التعهيد.
 تُعد وظائف التسويق من أكثر الوظائف التي يتم تعهيدها على مستوى العالم. ويمكن للشركات أن تختار بين التعاقد مع وكالة، أو مستقل (Freelancer)، أو مقاول خارجي.

• التسويق الرقمي:
   يشمل هذا المجال وظائف متخصصة وإشرافية مثل تحسين محركات البحث (SEO)، التسويق عبر محركات البحث (SEM)، الدفع لكل نقرة (PPC)، والتسويق أو إدارة وسائل التواصل الاجتماعي.
   

• تسويق المحتوى:
   من الوظائف التي يتم تعهيدها بشكل شائع في هذا المجال: كتابة النصوص، خبراء استراتيجيات المحتوى، كُتّاب المدونات، كُتّاب النصوص الإعلانية، وأخيرًا كُتّاب المحتوى بالذكاء الاصطناعي.

• التصميم الجرافيكي والمحتوى المتعدد الوسائط:
   يقدم هؤلاء المحترفون محتوى بصري عالي الجودة.
   من الوظائف الشائعة التي يتم تعهيدها في هذا السياق: مصمم جرافيك، مصمم مواقع، مصمم موشن جرافيك، أو مصمم واجهات المستخدم وتجربة المستخدم (UI/UX).
  
   

• توليد العملاء المحتملين (Lead Generation) والتسويق الهاتفي (Telemarketing):
   يتيح تعهيد مهام الاستهداف الأولي والتواصل المبدئي لفِرق المبيعات التركيز على إغلاق الصفقات.
   ويمكن أن يندرج التسويق الهاتفي أحيانًا ضمن خدمات مراكز الاتصال المُتعهد بها.
   

3. خدمات الدعم الفني وخدمة العملاء

يُمكّن تعهيد خدمات دعم العملاء الشركات من تقديم خدمة فعّالة ومتواصلة على مدار الساعة، وهو أمر بالغ الأهمية عند تقديم خدمات في عدة دول أو مناطق.
 تستفيد شركات التجارة الإلكترونية الكبرى مثل Amazon وJumia وغيرها من هذا الحل، حيث تعهّد غالبًا خدمات الدعم الخاصة بها إلى دول مثل مصر، الإمارات، وغيرها.

• خدمة العملاء والدعم:
   يشمل هذا مراكز الاتصال، خدمات المحادثات الفورية، وإدارة التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
   هذا النوع من التعهيد يساعد على حل استفسارات العملاء بسرعة ويعزز من رضاهم وولائهم.
   

4. خدمات تكنولوجيا المعلومات (IT)

يضمن تعهيد احتياجات تكنولوجيا المعلومات أن تكون الأنظمة قوية وآمنة وفعالة.
 وغالبًا ما تقع هذه الخدمات ضمن خدمات مراكز الاتصال المتعهد بها، مع وجود تداخل بينها وبين وظائف تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.

• الدعم الفني ومكتب المساعدة (Helpdesk):
   توفر خدمات مكتب المساعدة الخارجية دعمًا فوريًا لتقليل فترات التوقف عن العمل.
   

• إدارة الشبكات:
   يؤدي تعهيد مراقبة وصيانة الشبكات إلى تحسين الأداء وضمان الأمان.
   

• تطوير البرمجيات وصيانتها:
   يمكن إدارة الحلول المخصصة بكفاءة من خلال تعهيدها لمطورين متخصصين.
   من أكثر الوظائف التي يتم تعهيدها في هذا المجال: مطورو الواجهة الأمامية (Frontend)، مطورو Full Stack، مختبرو الجودة (QA)، وغيرهم.
   

• الأمن السيبراني:
   يحمي تعهيد خدمات الأمن السيبراني البيانات الحساسة والأنظمة من التهديدات الرقمية.

الخدمات المالية والمحاسبية

يُعد الحفاظ على سجلات مالية دقيقة ومتوافقة مع اللوائح أمرًا بالغ الأهمية لأي مؤسسة.
 ويساهم تعهيد هذه الوظائف في تبسيط العمليات وضمان الالتزام بالتشريعات المحلية والدولية.

• إمساك الدفاتر والمحاسبة العامة:
   تشمل هذه المهام الروتينية تسجيل المعاملات المالية اليومية، وإدارة الدفاتر، والتي غالبًا ما يتم تعهيدها إلى مزوّدي خدمات خارجيين.
   يضمن هذا أن تكون البيانات المالية دقيقة ومنظمة، وهو أمر أساسي لجميع الأنشطة المالية الأخرى في المؤسسة.
   

• معالجة الرواتب (في حال عدم إدارتها من خلال EOR أو PEO):
   تقوم خدمات معالجة الرواتب المستقلة بحساب الرواتب، وخصم الضرائب، والامتثال لقوانين العمل والضرائب المحلية.
   يضمن هذا أن يحصل الموظفون على مستحقاتهم بدقة وفي المواعيد المحددة، مع الحفاظ على امتثال الشركة للقوانين.
   

• الحسابات الدائنة والمدينة:
   يُعد التعامل مع الفواتير والتحصيلات مهمة تستغرق وقتًا كبيرًا.
   يساعد تعهيد هذه الوظائف على تحسين إدارة التدفقات النقدية، وتقليل الأعباء الإدارية، وضمان دفع المستحقات للموردين وتحصيل المبالغ من العملاء في الوقت المناسب.
   

• إعداد التقارير والتحليل المالي:
   رغم أن التخطيط المالي الاستراتيجي يُدار غالبًا داخليًا، إلا أن مزوّدي خدمات التعهيد يمكنهم المساهمة في إعداد القوائم المالية مثل: قائمة الدخل، الميزانية العمومية، وتقديم دعم تحليلي أساسي يساعد في اتخاذ القرارات.
   

الدعم الإداري والتشغيلي

يمكنك تعهيد العديد من المهام الإدارية الروتينية بفعالية، مما يسمح للموظفين الداخليين بالتركيز على الأدوار الاستراتيجية أو التفاعلية مع العملاء.

• إدخال البيانات وإدارتها:
   بالنسبة للشركات التي تتعامل مع كميات كبيرة من البيانات، فإن تعهيد إدخال البيانات يضمن الدقة والكفاءة، وغالبًا بتكلفة أقل مقارنة بمعالجتها داخليًا.
   

• خدمات المساعد الافتراضي (VA):
   يمكن للمساعدين الافتراضيين إدارة مجموعة واسعة من المهام الإدارية، مثل تنظيم الجداول الزمنية، إدارة البريد الإلكتروني، والدعم العام.
   يوفر هذا النوع من الدعم المرونة، ويُغني عن الحاجة إلى تعيين موظف بدوام كامل.

• دعم سلسلة التوريد واللوجستيات:
   يمكن لتعهيد مهام مثل إدارة المخزون، ومعالجة الطلبات، أن يحسّن من كفاءة عمليات سلسلة الإمداد، ويقلل من التعقيدات اللوجستية.

• البحث والتحليلات:
   تشمل هذه المهام أبحاث السوق، تحليل المنافسين، وتجميع البيانات.
   ويمكن تعهيدها إلى مختصين يجمعون ويحللون ويعرضون المعلومات الرئيسية بكفاءة، مما يوفر رؤى قيمة تدعم عملية اتخاذ القرار في الشركة.
   

الاستعانة بمصادر خارجية واختيار وكالة أو مزود خدمات الموارد البشرية المناسب

إذا كنت تفكر في تعهيد أدوار أو وظائف الموارد البشرية، فإن التعاون مع وكالة موارد بشرية أو مستشار موارد بشرية يمكن أن يكون خيارًا فعالًا.
 ومع ذلك، فإن الأهم من ذلك هو اختيار الشريك المناسب الذي يلبي احتياجات عملك على وجه الدقة.
 يوفر مزود خدمات التعهيد المتخصص في الموارد البشرية خبرة قيّمة وأفضل الممارسات التي تمكّن فريقك من التركيز على العمليات الأساسية.

إليك بعض النصائح لمساعدتك في اختيار الشريك المناسب:

1. توافق مع احتياجاتك

ابدأ بتحديد التحديات التي تواجهها وأهدافك من التعهيد.
 هل تكمن المشكلة في إدارة الرواتب؟ في الامتثال الضريبي؟ أم في التوظيف الدولي؟
 فهمك الواضح لاحتياجاتك سيساعدك على البحث عن وكالات متخصصة في تلك الجوانب تحديدًا، مما يضمن حلولًا دقيقة وموجهة.

2. الخبرة المحلية

إذا كنت تعمل في مصر، فمن الضروري التعاون مع وكالات تتمتع بمعرفة عميقة بالسوق المحلي مثل "توظيف – Tawzef".
 تشمل الخبرة المحلية فهم قوانين العمل، الفروقات الثقافية، الأنظمة الضريبية، وأنظمة التأمينات الاجتماعية.
 هذا النوع من المعرفة يساعدك على تقليل المخاطر وضمان سير العمليات بطريقة قانونية ومتوافقة.

3. السمعة والقدرة على التوسع

ابحث عن السمعة المهنية للوكالات التي تفكر بالتعاون معها.
 اختر شركاء يتمتعون بسجل قوي في رضا العملاء والالتزام بأخلاقيات العمل.
 ولا تنسَ النظر في قابليتهم للتوسع؛ اختر وكالة يمكنها مواكبة نمو عملك واحتياجاتك المتغيرة بمرور الوقت.

نمّ عملك ومكّنه من النجاح

الاستعانة بمصادر خارجية ليست مجرد وسيلة لتقليل التكاليف، بل هي خطوة استراتيجية قوية.
 من خلال تفويض الوظائف الأساسية والاستفادة من الخبرات الخارجية، تحقق الشركات الكفاءة التشغيلية، وتعزز من امتثالها، وتفتح المجال أمام الابتكار.

سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية، الدعم التقني، خدمة العملاء، أو أكثر الوظائف التي يتم تعهيدها شيوعًا مثل التسويق وتطوير المواقع، فإن هذا النهج يمنح فرقك الداخلية الفرصة للتركيز على العمليات الأساسية، مما يقود إلى نمو مستدام وميزة تنافسية واضحة.

هل أنت مستعد لتحويل مسار عملك؟
 احجز مكالمة مع "توظيف – Tawzef" اليوم.