ما هو الفرق بين القيادة والإدارة؟

What is the difference between leadership and management?

ما هو الفرق بين القيادة والإدارة؟

أصحاب الأعمال
25 يونيو 2023

هل تعني مصطلحات "المدير" و"القائد" الشيء نفسه؟ غالبا ما يستخدم الناس هذين المصطلحين بالتبادل. لكن الحقيقة هي انهما ليسا متماثلين. هناك العديد من الفروقات بين القيادة والادارة، الي جانب العديد من اوجه التشابه.

في عصر ما بعد جائحة كوفيد-19، يتوقع من المديرين ان يكونوا قادة. ومع ذلك، الوضع العام هو: ليس كل المديرين قادة، وليس كل القادة وديرين.

قد تكون الشركة او المنظمة في وضع افضل للنجاح اذا استطاعت تحويل مديريها الي قادة.

ولكن كيف؟ وما الذي يجعل الشخص قائدا بالضبط؟

في هذه المقالة، سنعرف كل مصطلح، ونوضح الفروقات بين القيادة والادارة، وسنري اين يتداخلان.

 

ما هي الادارة؟

المدير هو الشخص الذي تعينه الشركة لادارة ادوار واشخاص ووظائف محددة. تتمثل وظيفته في ضمان سير العمل بسلاسة وحل النزاعات الداخلية والخارجية التي تواجه الشركة، بما في ذلك النزاعات بين الموظفين.

يكلف المديرون باداء مجموعة من المهام والتاكد من ان اعضاء فريقهم يقومون بدورهم وينفذون مهامهم بالشكل المطلوب.

 

ما هي القيادة؟

القائد هو شخص يلهم الاخرين، بما في ذلك الموظفين، لاتخاذ الاجراءات. القيادة تدور حول تمكين الموظفين من خلال التواصل الفعال والمتعاطف.

القائد هو شخص ينظر الي المستقبل ويتخيل ما يمكن ان تصبح عليه المنظمة. يضع خططا ويتعاون مع المديرين لمعرفة كيفية تحقيق هذه الرؤية.

علي عكس الادارة، لا تقتصر القيادة علي ادوار وظيفية او القاب او مناصب محددة.

اليك تعريف اخر لماهية القيادة:

"القيادة هي مجموعة من السلوكيات المستخدمة لمساعدة الناس علي توجيه مسارهم الجماعي، وتنفيذ الخطط الاستراتيجية، وتجديد المنظمة باستمرار." – ماكينزي

المستويات الخمسة للقيادة

هناك العديد من المدارس الفكرية عند تعريف القيادة. علي سبيل المثال، يري جون سي. ماكسويل ان القيادة تشبه الهرم الذي يتكون من 5 مستويات. مستوياته الخمسة للقيادة هي:

  1. الموقع (Position)
  2. الاذن (Permission)
  3. الانتاج (Production)
  4. تطوير الافراد (People Development)
  5. الذروة (Pinnacle)

وتوعرف هذه المستويات الخمسة ايضا باسم ال5 Ps للقيادة.

 

القيادة مقابل الادارة: الوظائف المتداخلة

من العدل القول ان هناك العديد من العناصر او الوظائف المتداخلة بين القيادة والادارة.

اليك بعض هذه الوظائف المتداخلة. كل من القادة والمديرين:

  • يعملون علي تحقيق الاهداف
  • يعملون مع الاشخاص
  • يسعون لدفع الشركة او المنظمة الي الامام
  • يلعبون دورا في تحفيز الاخرين.

 

ما هو الفرق بين القيادة والادارة؟

الان بعد ان غطينا اوجه التشابه بين القيادة والادارة، دعونا نلقي نظرة علي الفروقات.

هناك العديد من المجالات او الوظائف التي تعني فيها كونك مديرا او قائدا مسؤوليات مختلفة لكل منهما.

اولا، اليك اقتباس من ستيفن كوفي، مؤلف كتاب "العادات السبع للاشخاص الاكثر فاعلية" حول الفرق بين القيادة والادارة:

"القيادة الفعالة هي وضع الاولويات اولا. الادارة الفعالة هي الانضباط وتنفيذ هذه الاولويات." — ستيفن كوفي

 

1) القيادة مقابل الادارة: الرؤية

اول اختلاف بين القيادة والادارة هو "الرؤية". ينظر الي القادة علي انهم اصحاب الرؤية.

هم مسؤولون عن انشاء رؤية الشركة ووضع الخطوط العريضة لكيفية تحقيق هذه الرؤية، بما في ذلك المديرين والموظفين.

من ناحية اخري، يتم توجيه المديرين لاتباع هذه الرؤية. يتاكدون من ان الموظفين يعملون نحو هدف او مجموعة من الاهداف لتحقيق تلك الرؤية.

لتحقيق الرؤية، يجب علي المديرين التركيز علي العمليات مثل اعداد الميزانيات، توظيف الموظفين وضمان الحفاظ علي انتاجيتهم، وبناء الهياكل التنظيمية.

عندما نقول "مديرين"، نعني المديرين في جميع الفرق والاقسام، بما في ذلك المالية، الموارد البشرية، التسويق، المبيعات...الخ.

 

2) القيادة مقابل الادارة: التنظيم والتوافق

يضع القادة الاهداف والرؤية طويلة المدي. هم لا يوزعون الادوار او العمل بشكل مباشر.

في المقابل، يطلب من المديرين تقسيم هذه الاهداف طويلة المدي الي اهداف قصيرة المدي حتي يتمكنوا من تحقيقها.

يتمثل دور المدير في مراجعة الموارد المتاحة والمطلوبة وتنظيمها لتحقيق الاهداف القصيرة والطويلة المدي.

 

3) القيادة مقابل الادارة: الموقع والجودة

كما ذكرنا، القادة هم اصحاب الرؤية. بالاضافة الي ذلك، يعتبر مصطلح "القائد" غامضا، مما يجعل من الصعب قياس تاثيرهم ونتائجهم.

بينما يتمتع المديرون بوصف وظيفي محدد، وادوار ثابتة، ومجموعة محددة من المهارات التي تساعدهم في وضع الاستراتيجيات وتحقيق الاهداف.

يمكن لاي شخص ان يكون قائدا، وليس من الضروري ان يكون مديرا او تنفيذيا رفيع المستوي. كونك قائدا لا يرتبط بدور او منصب محدد.

من ناحية اخري، المدير هو شخص تقوم بتوظيفه للقيام بوظيفة معينة او اداء عدد محدد من المهام. لا توظف قائدا، لكن يمكنك اكتشاف سمات القيادة من خلال ملاحظة الاخرين او باستخدام الاختبارات النفسية.

كونك قائدا يعني التصرف بطريقة معينة. يعني ذلك الهام الاخرين حتي يتطلعوا اليك، ويحترموك، ويتبعوك، ويقدموا افضل ما لديهم.

 

ما الذي يجعل الشخص قائدا؟

ليس كل القادة مديرين، وليس كل المديرين قادة. ولكن اذا كان لديك مديرون في شركتك، يجب ان تسعي لتحويلهم الي قادة.

وبالمثل، اذا كان لديك موظفون يظهرون سمات قيادية، يجب ان تفكر في كيفية الاستفادة من تلك المهارات.

لتكون قائدا، تحتاج الي:

  • التواصل بوضوح لبناء الثقة. تحديدا، قم بتوصيل المعلومات الصحيحة للاشخاص المناسبين، في الوقت المناسب.
  • الوعي بالمخاطر والتحديات وتوصيلها. ليس من الجيد ترك الموظفين في الظلام دون معرفة ما يحدث.
  • الهام الموظفين والفرق والمديرين، وبين لهم كيف يؤثر ما يفعلونه الان علي مستقبل الشركة.
  • "قيادة ودعم التغيير" (Gallup).
  • توفير الفرص التدريبية والتطويرية للمديرين.
  • اشراك المديرين في جلسات العصف الذهني واتخاذ القرارات.
  • الاستماع الي المديرين واعضاء فرقهم.

"عندما يوضح القادة رؤيتهم بوضوح ويشرحون النهج المطلوب لتحقيقها، فانهم يقدمون لموظفيهم خريطة طريق حول المكان الذي يجب ان يركزوا فيه جهودهم." – Gallup

 

هل يمكن ان يصبح المدير قائدا؟

الاجابة البسيطة هي "نعم."

لكي يصبح المدير قائدا، يحتاج الي امتلاك مهارات القيادة واداء الوظائف الرئيسية للقائد.

تشمل هذه الوظائف:

  • التخطيط
  • التنظيم
  • التواصل الفعال
  • تحقيق النتائج
  • الهام الاخرين

 

لكن الامر لا يتعلق فقط باداء المزيد من المهام والادوار.

في بيئة الاعمال المتسارعة والمتغيرة بسرعة اليوم، وتزايد احتياجات القوي العاملة، هناك المزيد من التحديات. لم تعد الادوار الادارية تقتصر علي الاشراف او المراقبة.

وجدت ابحاث Gallup ان المديرين يؤثرون علي تفاعل الموظفين بنسبة تصل الي 70%.

"الدور التقليدي للرئيس كوظيفة للتحكم والسيطرة لا يناسب القوي العاملة في العصر الحالي"، تؤكد Gallup. وهم محقون بنسبة 100%.

يحتاج المديرون الي ان يكونوا ديناميكيين ومرنين. يجب ان يقودوا ويشاركوا فرقهم. وهذا ينطبق بشكل خاص علي الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.

ومع ذلك، فان اكبر مشكلة يواجهها المديرون هي نقص التطوير، خاصة من قبل الشركات التي يعملون فيها. في الواقع، يفشل بعض المديرين في تطوير انفسهم للوصول الي مناصب قيادية.

غالبا ما يؤدي ذلك الي ضياع الفرص وتراجع اداء الموظفين والفرق.

اليوم، يتوقع من المديرين ان يلعبوا ادوارا قيادية، ان يلهموا فرقهم، ان يدربوهم، وان يساعدوهم علي النمو، وبالتالي نمو الاعمال.

 

الخاتمة

تحتاج القوي العاملة اليوم الي المدير الذي يمتلك صفات القيادة، وليس شخصا يكتفي بتصور الي اين تتجه المنظمة او ما يمكن ان تصبح عليه. القوي العاملة لا تحتاج الي مدراء يقتصر دورهم علي "التحكم" في الموظفين.

انهم بحاجة الي مدراء يمكنهم التعاطف والتفاعل، مدراء يشركونهم في نمو الشركة وفي عملية اتخاذ القرارات.

في الوقت نفسه، يجب علي اصحاب الاعمال وفرق الموارد البشرية والمديرين ان يدركوا ان القيادة مهارة. انها مهارو يمكن تطويرها وتحسينها. تعتمد هذه المهارة علي الذكاء العاطفي والتاثير الايجابي.

وجود قادة في شركتك يمكن ان يعزز الاحتفاظ بالموظفين وزيادة الانتاجية وتقليل معدل دوران الموظفين.

اذا تمت القيادة بالطريقة الصحيحة، يمكن ان تساعد المديرين في اخراج افضل ما لديهم وما لدي فرقهم.

 

قراءة اضافية